لن نتحدث عن الفساد ، رغم ما مرت به الدولة الموريتانية من نهب لثرواتها على مدى عقود من الزمن تم تسيير بلد بكامل وبثرواه خلالها بأقل من خمسة هواتف ثابتة في منازل أسر معروفة في نواكشوط ، تعين عن طريقها الوزارء والأمناء العامون والسفراء والمدراء ، وتصنع البنوك والشركات الاسرية والقبلية ، " والوسطاء" وتستولي على العقارات والأراضي .
ولن تنحدث عن تجاهل المتشدقين بالمساواة والمحاسبة والتحقيق لعقود من الظلم الأسود وسرقة المال العام ، بل سنتحث عن تبعات ذلك.
هو فصل جديد من التمييز والغبن بين العمال ، وخرق جديدة للاتفاقيات الجماعية والدولية التي وقعت عليها موريتانيا ، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ زمن بعيد ، وتجاهل تام لمدونة الشغل القديمة والجديدة .
عملاق سوجيكو والتي بلغت ما مابغت ، وما ادريك ما "سوجيكو"!! ، تقدم على فصل عامل للشركة مريض ويعاني مشاكل في القلب (الوثيقة) وذو عيال ، وتقطع دفعات صندوق الضمان الاجتماعي التي يستفيد منها عياله، وتقدم على القرار الأرعن في تجاهل تام للحقوق والشرع والانسانية.
إنه العامل عال ولد الساس ولد أكيك المريض كما تؤكد (الوثيقة) والذي تم فصله من العملاق (SOGECO) بكل جرأة رغم حالته المرضية ، دون حقوقه التي تنص عليها مدونة الشغل والاتفاقيات الجماعية .
تم فصل ولد اكيك في دولة لا ناصر فيها إلا الله ، حيث لم تتكلف عملاق سوجيكو سوى ثلاثة أسطر مضلله على أنه تركها بمحض إرادته ، متجاهلة التزاماتها بوصفها رب عمل ، وهي المنصوص عليها في قانون الشغل والاتفايات الدولية الملزمة.
بعد خرق قانون الشغل وانتهاك حقوق العمال في موريتانيا ، لم يبقى ما يمكن المراهنة عليه ، لا الجانب الإنساني ولا الجانب الحقوقي في دولة تحكمها قبائل وأسر ، تتخذ من ثروات الشعب المنهوبة أدوات لاسكات سلطته وترويض شعبه واستغلال عماله ابشع استغلال وانتهاك حقوقهم .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بحق ، أين الاتحادات النقابية المدافعة عن حقوق العمال ، أين الوزارة الوصية على تطبيق مدونة الشغل والتزامات الدولية ، وأين الحقوقيين ونشطاء حقوق الانسان ، بل أين القضاء ولجنة التحقيق البرلمانية .
أتى على الكلِّ أمرٌ لا مَرَدَّ له حتى قضوا فكأنَّ القومَ ما كانوا
وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ ومنْ مَلكٍ كما حَكَى عَنْ خيالِ الطيفِ وَسْنانُ
دارَ الزمانُ على دارا وقاتله وأمَّ كسرى فما آواهُ إيوانُ
كأنَّمَا الصَّعْبُ لَم يَسهُل لهُ سببُ يومًا وَلا مَلَكَ الدنيا سليمانُ
فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوعةٌ وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّلُهَا وَمَا لِمَا حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ
يتبع....