واقع المنظومة الديمقراطية يوحي بان زمان افولها قد اقترب !
لقد اعتبرت الديمقراطية دواء سحريا تم تعميمه على العالم بالسلم وبالحرب لكن حال العالم ينبئ عن نهاية صلاحية هذه التجربة الانسانية !!
فالعهدة الانتخابية التى طالما اعتبرت بلسما لجراح السلطة لم تمنع الحكام من التسلط والتجبر والاستحواذ على مقدرات البلدان ..
ولجان الانتخابات التى طالما اعتبرت لجان تحكيم بين الفرقاء ظهرت فى اغلب الاحيان شاهدا على زور وقاض ظالم عديم الضمير ..
والاحزاب كل الاحزاب التى طالما اعتبرت بديلا عن منظومات القبيلة والفئة والعرق أضحت هي نفسها دثارا لتلك المنظومات ولحافا تلتحف به تلك المنظومات العتيقة !!
لم تعد الديمقراطية بذلك الالق ولم تعد محل تقدير واحترام !!
تعيش الديمقراطية ازمة مصداقية
فهل تحل الشعبوية مكان الديمقراطية ..
لله فى خلقه شؤون
(۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )
ان التوصيف لما يحدث فى السنغال مربك فهل هو فتنة ام ثورة ?
فعبر التاريخ على طوله وعرضه لا تهتم الشعوب بإيمان الحاكم واستقامته ولا بكونه صاحب عهدة منتخبا ام تولى هذا عنوة وسطوة .?!
ذلك ٱنه من عثمان بن عفان رضي الله عنه تستحي الملايكة وما قامت الثورة وما قامت الفتنة الكبرى الا فى عهده ..
لم يكن ذاك لتغير فى خلقه ولا فى ضعف فى ايمانه .حاشاه من ذلك .رضي الله عنه وارضاه لكن كان ذلك لتسلط حاشية غير مؤتمنة و تهمة بنسيان امر العامة واشتغال بالاقربين ..
عندما ينشغل الحاكم بذلك يكون كل راي مخالف معارضة وكل نصح خديعة وكل تعبير عن احساس العامة دعوة للتغيير .
عندما تقوم الفتنة يكون الضحايا هم العامة المسالمون .لا تنفع حينها الدروس والمواعظ كما لا تنفع السياط ولا القنابل ..
الثورات تقودها النخب وتكون فى الغالب معروفة المآلات والنتائج
اما الفتن فهي ضياع الشعوب والبلدان ..
فى عهد الديقراطية للحكام عهدة يستغلها المصلحون منهم للانجاز ويستغلها المفسدون منهم للاستحواذ ..
لا تعني العهدة للشعوب شيئا اذا ما خرجت من عقالها فى يوم من ايام الله ..
اللهم لا حوالينا ولا علينا ..
الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين ولد الامام