في ظل الوضع الراهن حيث ضرب الفساد أطنابه وجاب التهميش آفاق الوطن شرقا وغربا، فانهار الاقتصاد نتيجة بواعث عديدة من أبرزها جائحة كورونا وما خلفت من تبعات اقتصادية واجتماعية فارتفعت الأسعار وغلت المعيشة، وكان للصحة حظها من الفساد إذ تلاشت ميزانية صندوق كورونا ولم يحظ الأطباء بعناية تليق بحجم تضحياتهم الإنسانية النابعة من نبض الإنسانية، أما المدرسون فقد نالوا حظا وافرا من الغبن والظلم مادفعهم إلى النضال والإضراب عل ذلك يجدي نفعا لكن هيهات!!
في ظل هذا الوضع المزري نجد النظام الحالي يحاول باستماتة واندفاع إلهاء المواطنين عن قضايا جوهرية ومطالب مشروعة هي حق لا مكرمة ( الصحة - التعليم - العيش الكريم ...إلخ).
من هنا نلحظ استهتار النظام بمشاعر المواطنين وتغاضيه عن مطالبهم حيث دأب على إلهائهم ووعدهم بوعود واهية تتسم بطابع التسويف والإرجاء وجعل جائحة كورونا ذريعة ومسوغا لعدم إنجاز مشاريع تنموية يستفيد منها المواطن.
ومما يدل على اعتماد سياسة الإلهاء هذه الزيارة الكرنفالية التي يزمع الرئيس تأديتها لولاية الحوض الشرقي....
زيارة اتسمت بعدم المقصدية والجدوائية ذلك أن النظام الحالي أسهم بشكل جلي في تهميش وإقصاء هذه الولاية سواء على مستوى التعيينات أو الإنجازات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الولاية شامت في الرئيس بوارق الأمل، فنصرته وآزرته في الانتخابات، لكنه خيب سعيها فارتفعت الأسعار وغلت المعيشة ولم ينجز حر ما وعد، فلسان حالهم يردد مع الشاعر قوله:
وإذا تكون كريهة أدعى لها@ وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُندَبُ.
ومن العجب - والعجائب جمة - أن دولة مالي صارت أرحم بسكان هذه الولاية من وطنهم الأم حيث صاروا يستوردون بعض المواد (الأرز ) بأقل مما ألفوه.
ينضاف إلى هذا الحرمان سحب المدرسة العسكرية من مدينة النعمة بعد أن استفاد السكان من عطائها وجنوا بعض ثمارها، عندئذ نفد صبر السكان ولم يعد باستطاعتهم تحمل وطأة التهميش.
وصفوة القول أن شبح الإقصاء خامر سكان هذه الولاية، لذا يحق للمرء أن يتساءل ما الفائدة من هذه الزيارة ؟ ما أبرز الإنجازات العملاقة التي حظيت بها هذه الولاية في عهد هذا النظام المبارك الميمون طالعه ؟ هل تتنزل ضمن الاحتفالات الكرنفالية المألوفة؟ ألم يأن أن يدرك سكان هذه الولاية مدى التغرير بهم؟؟