ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ؟

خميس, 04/01/2021 - 14:12

ﺃﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ، ﻭﺃﺗﺄﺳﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﻧﺨﺒﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖُ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ .

ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﺳﻴﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﺘﻐﻴﺮ، ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ . ﻓﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺴﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺄﻫﻢ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ : ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ؛ ﺍﻟﺴﻤﻚ؛ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ؛ ﺍﻟﺬﻫﺐ … ﺇﻟﺦ

ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻧﺴﺨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﺎ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺗﺠﺪ ﻟﻤﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺪﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻋﺪﺩﻳﺎ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ .

ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻧﺴﺨﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺑﻴِّﻦ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1978 ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﺍ . ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺆﻛﺪ ﻧﺴﺨﺔ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﻀﻔﺔ ” ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻐﺒﻦ ﻣﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ .

ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ، ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ :

ـ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻏﺎﺿﺒﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺒﻦ، ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻏﺎﺿﺒﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ﻏﺎﺿﺒﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ، ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻏﺎﺿﺒﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﺿﺪﻫﻢ؟

ـ ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻷﻱ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻬﺒﻮﺍ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ؟

ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗُﻄﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻧُﺨَﺐٌ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﺗﻬﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ﻭﻻ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ، ﻻ ﺃﻗﻞ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ . ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .

ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺔ، ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﻨﺎﺕ ﺃﺭﺑﻊ : ﺟﻨﺔ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ، ﻭﺟﻨﺔ ﻓﻲ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ، ﻭﺟﻨﺔ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ” ، ﻭﺟﻨﺔ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ .”

ﻟﻨﻄﺮﺡ ﺍﻵﻥ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ؟

ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ، ﻓﺒﺄﻱ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﺸﻜﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ؟ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 35 ﺳﻨﺔ؟

ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻭﻻﻳﺔ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪﺍ؟ ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻷﻃﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﻼﺩ؟ ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﺑِﻢَ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﻌﺪﺓ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ؟

ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻭﻻﻳﺔ ﺇﻧﺸﻴﺮﻱ ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﺃﻛﺠﻮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ؟ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺃﺱ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺓ ﺗﻮﻟﻲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻔﺘﺮﺗﻴﻦ؟

ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺲ ـ ﻭﺑﻘﻮﺓ ـ ﻭﻻﻳﺔ ﺇﻧﺸﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ؟ ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ، ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺮﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ؟

ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻜﺮﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟

ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺠﻜﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﺰﻟﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ؟ ﺃﻻ ﺗﻌﺪُّ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺠﻜﺠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟

ﻃﺎﻟﻌﺖُ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﻲ ﺗﻴﻠﻤﻴﺖ ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺃﻇﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﻮﺯﻳﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺈﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ، ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺣﺴﺐ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ . ﻋﻠﻖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺎﺭﻛﻴﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﻟﻢ ﺗﺤﻆ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻮﺯﻳﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺑﺄﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .

ﻟﻨﻄﺮﺡ ﺳﺆﺍﻟﻴﻦ ﺃﺧﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ : ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﻲ ﺗﻠﻤﻴﺖ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ؟ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻋﻦ ﻣﺪﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﺮﺗﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ؟

ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ :

ـ ﻳﺸﻜﻮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ .” ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﺍﻫﺘﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ـ ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ـ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ .

ـ ﻳﺸﻜﻮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ . ﺃﻳﻀﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻭﻻﻳﺎﺕ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻻ ﻳﺼﻞ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ .”

ـ ﻳﺸﻜﻮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻭ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ..” ﺃﻳﻀﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺟﺪﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﻜﺒﻠﺔ .”

ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﺝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺔ، ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺳﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍ .

ﺇﻥ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ، ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻨﻤﻮﻳﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ، ﻭﻫﻜﺬﺍ … ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻴﺪ ﺣﻘﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻫﻮ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻭ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ﻭ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ﻭ ” ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .”

ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻴﻔﻴﺪ ﺣﻘﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ، ﻭﺳﻴﻔﻴﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻠﻪ، ﻫﻮ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﺑﺜﺮﻭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﺑﺜﺮﻭﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ، ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ﻟﻌﺸﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺭﺧﺎﺀ . ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ﻟﻌﺸﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺭﺧﺎﺀ . ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﺑﺎﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ ” ، ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻟﻌﺸﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺭﺧﺎﺀ .

ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻭﻣﻦ ﺇﻏﻼﻕ ﻣﻌﺒﺮ ” ﺍﻟﮕﺮﮔﺮﺍﺕ ” ﻳُﻠﺰﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺟﺪﻳﺎ ﺏ :

ـ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ” ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ” ؛

ـ ﺻﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ” ؛

ـ ﺍﻟﻤﻨﻤﻲ ﻓﻲ ” ﺍﻟﺸﺮﯕ .”

ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌﻮَّﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻘﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﺮﺟﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ .

ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺻُﺮﺍﺥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺟﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻗﺪ ﺗﻼﺣﻈﻮﻥ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﺭﺛﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖُ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖُ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ .

ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ …

ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ

elvadel@gmail.com