يعتقد الكثير من الناس أن الرياضيات علم جاف الدقة، وهم على صواب -إلى حد كبير- فيما ذهبوا إليه، إلا أن الدقة المذكورة تتعلق، في الواقع، بقواعد لعبة فكرية أثبتت فعاليتها النظرية والتطبيقية على مر الحضارات البشرية، فشكلت بذلك قاسما مشتركا بين هذه الحضارات وأحد الخيوط المتصلة الناظمة للتطور الذهني والمادي لدى الإنسان. ومن باب الخروج قليلا عن الموضوع، فلعل أقصر طريق بالنسبة لمن يروم الانسجام في الطرح والتسامح الثقافي، هو النهل من معين المنطق "الرياضياتي".
إن التقيد الصارم بقواعد اللعبة المذكورة، لم يتعارض قط مع وجود هامش معتبر للخيال والتفكير الحر والاقتباس من الحقول العلمية والثقافية الأخرى. وكدليل على وجود هكذا هامش، أورد فيما يلي مسميات "مجازية" لبعض "المأخوذات" (نظريات تمهيدية) و"النظريات" المشهورة.
نبدأ ب-"نظرية الأعداد الصديقة" لثابت بن قرة التي أكد ابن خلدون بخصوصها أن العددين "الصديقين" 220 و 284 كانا يستعملان في طلاسم بعينها.
ومن "المأخوذات": "مأخوذة النجم" و"مأخوذة المصعد" و"مأخوذة الرعاة" و"مأخوذة الثعبان" و"مأخوذة الشمس المشرقة" و"مأخوذة الأنبوب" و"مأخوذة الضفائر" و"مأخوذة الحبال الثلاث" و"قاعدة الدركيين".
ومن "النظريات": "نظرية الكتب المفتوحة"، "نظرية الألوان الأربعة"، "نظرية القمم الأربعة"، "نظرية المعبر الجبلي"، "نظرية عش النحل"، "نظرية الفراشة"، "نظرية القرد العالم"، "نظرية الطائر الطنان"، "نظرية شبكة العنكبوت"، "نظرية القلادة"، "نظرية المرور أمام الجمارك"، “نظرية الباب"، “نظرية حاملة المعاطف"، "نظرية الأشغال الافتراضية"، "نظرية القوى الحية"، "نظرية العنصر البدائي"، "نظرية الرفاه"، إلخ.