أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الاثنين الماضي بقصر المؤتمرات، على انطلاقة المنتديات العامة لقطاع البناء والأشغال العمومية.
ويُتوقع رسميا أن تكون مُخرجات هذه المنتديات خارطة طريق من أجل التطوير وحزمة حلول لأغلب المشاكل المطروحة لهذا القطاع الحيوي، بينما ترى العامة أنها لتفادي مزيد من الحراج أمام الرأي العام.
ويتساءل البعض من جدوى هذه المنتديات الحكومية في قطاع ابدعت فيه الحكومات المتعاقبة من حيث الفساد، حتى اصبحت ثقافة المقاولات تعتمد على القرابة والمحسوبية والرشوة.
ويرى البعض الآخر أن الطبقة المنتحلة للأعمال، والنخبة المتحكمة في القطاع والتي تذرف دموع التمساح على فساده، تبقى احرص الناس على تكريس الوصال والعهد القديم .
ورغم محاولة الابقاء على ماء وجه هيبة الدولة وعدالتها، يبقى قطاع البناء والأشغال العمومية، أبرز أوكار الفساد في موريتانيا، والذي تحول مؤخرا إلى ما يشبه برصة لبيع السيارات والقطع الأرضية، حيث يتولى تنفيذ الاشغال في بعض الأحيان السمسار الخامس أو السادس للمقاولة، وهو ما لا يزال ماثلا في مدارس في نواكشوط لم يتم تنفيذها، تمت سمسرتها بين أكثر من وسيط لتصل إلى منفذين لا علاقة لهم بالالتزامات التي ليست سوى حبرا على ورق.
وتأتي المنتديات العامة لقطاع البناء والأشغال العمومية لرد الاعتبار لهذا المجال والعاملين فيه واعتراف رسمي بضرورة تطويره وتنقيته وبث ثقافة وقوف الجهات الرسمية على مسافة من الجميع ، رغم ما تشكله لوحة الحضور من تكريس لممارسات الماضي .
صوت