إن الزعامة السياسية والوجاهة الاجتماعية والمرجعية القبلية نُبلٌ وتواضع وأخلاق قبل أي شيء آخر ، حيث يعتبر الوجيه بلسما يداوي جراحات المجتمع ويضيء له المصابيح كلما اشتد الظلام وتفاقمت الأزمات ، على عكس ذلك الإنتهازي الذي يجلس في برجه العاجي يتلذذ برؤية عواصف البؤس والحرمان وهي تدك حصون الأهل والعشير وتفتك بكرامة القريب قبل البعيد ، ليخرج على القوم بعد ذلك في يوم مِلؤه اللؤم والشؤم يعرض نفسه في سوق النخاسة السياسية عَلَّه يظفر بأصوات ناخبين أنهكهم الجوع والمرض وأعمت أدران الجهل بصائرهم حتى لم يعودوا يدركون الفرق بين المصلح والمفسد .
ولما كان الأمر كذلك فقد كان النائب عمار ولد أحمد سعيد حاضرا في الأزمات ، لايختفي عند النوازل والمصائب ، ولايحتجب عن المستضعفين ولايتوارى عن هموم الناس ، يَسعُ الجميع بِنُبله وتواضعه .
وقد صدق أبو عثمان عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ حين قال : 《لايكون المرء نبيلا حتى يكون نبيلَ الرأي ، نبيل اللفظ ، نبيل العقل ، نبيل الخُلق ، نبيل المنظر ، بعيد المذهب في التنزه ، طاهر الثوب من الفُحش》، وعندما سُئل هل ينفع تَصنُّع النُّبل؟ أجاب : «النبيل لايتنبَّل ، كما أن الفصيح لايتفصَّح ، لأن النبيل يكفيه نُبله عن التنبل والفصيح تغنيه فصاحته عن التفصح» ، مؤكدا أن من صفات النبل : «المروءة وبُعد الهِمَّة ، وبهاء المنظر ، وجزالة اللفظ ، والمقامات الكريمة» .
وعندما سُئل الإمام الغزالي رحمه الله عن النبل ، فقال : «سرور النَّفسِ بالأفعال العظام» .
ولقد أحسن المتنبي حين قال :
لولا المشقّة سادَ النّاسُ كلُّهمُ ** الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتّالُ
بقلم : الأستاذ اطول عمر سيدي عالي
رئيس حركة لبيك يا وطن