السؤال الذي أثار استياء الوزير الناطق باسم الحكومة.. وقال كذْبْ

أربعاء, 02/16/2022 - 14:13

شكل المؤتمر الصحفي الاسبوعي أمس فرصة لأصحاب المعالي للتعليق على اجتماع مجلس الوزراء والرد على تساؤلات الصحافة حول المسائل الأكثر إلحاحا لدى الرأي العام، رغم أننا في موقع "صوت" لم نوفق في طرح أسئلة ستظل عالقة في أذهان العامة من البسطاء.

وبعد عرض مفصل قدمه الناطق باسم الحكومة عن نتائج الوزاري الأسبوعى، تناول الكلام وزير الصيد، حيث بدى معاليه اكثر اهتماما لتبرئة دوائر مقربة للنظام من شائعات استغلال الثروة السمكية، كما هو سائد ومعلوم في ثقافة وتقاليد الأنظمة المتعاقبة، مبشرا بتسيير جديد للثروة السمكية، سينعكس على موائد الأغلبية الهشة تحت الاعرشة والخيام.

من جانبه تحدث معالي وزير الزراعة عن إنعاش شركة صونادير المحنطة، وإعادة الحياة إليها، متعهدا بإعادة نقل مقرها إلى نواكشوط، رغم الأصوات المطالبة بانتصاب المؤسسات في الداخل الموريتاني.

ولعل الجديد في كلام معالي وزير الزراعة، هو إصرار الحكومة على تكريس تجميع القطاعات والمؤسسات العامة في رقعة أقل من كلم مربع وسط نواكشوط، ما يقطع الطريق أمام دعاة انتصاب المؤسسات في الولايات للمشاركة في تنمية المناطق الداخلية، والحد من البطالة فيها.

ويعاني وسط نواكشوط من تكوم المؤسسات في حيز جغرافي واحد، ما يسبب زحمة مرورية خانقة، حيث يتجه سكان العاصمة كل صباح إلى حيز جغرافي قد لا يسعهم جميعا، بسبب تكدس الوزارات والمسؤسات العمومية والمصرفية وجميع مقومات الدولة في منطقة واحدة.

لكن الحدث الأبرز في المؤتمر الصحفي، هو خروج الناطق باسم الحكومة عن المؤلوف بكلمة "ماهي حك" التي ترادف "كذْبْ ماهي حك، رغم سلامة لغته، وبيان منطقه.

وجاءت كلمة "ماهي حك" من وزير الثقافة السيد المختار ولد داهي على سؤال حول توزيع الصندوق العمومي لدعم الصحافة المستقلة على قنوات يمولها رجال أعمال.. وجهات أخرى، حيث رد معالي الوزير "تلك لجنة أنتم من اخترتموها لتسيير وتوزيع هذا الدعم العمومي"، وهو ما رد عليه أحد الزملاء بأن اللجنة هي من غناء وتلحين الوزارة الوصية، أنها ما بين ممثل لها.. ومن تمت تزكيته من طرفها.

ولعل موضوعية ودقه مداخلة الزميل لتصويب الكلام، هي التي أخرجت معاليه عن لباقته المعهود، ورحابة صدره في المؤتمرات الأسبوعية للتعليق على نتائج الوزاري.

ويطالب المستهدفين بصندوق الدعم بنشر كل صغيرة وكبيرة في عمل اللجنة المشرفة على تسيير وتوزيع الصندوق الذي يتم الاحتيال عليه كل سنة على مرأى ومسمع من الجميع، ما يتطلب إجراءات عاجلة لكبح جماح حدة الممارسات، وتخفيف وطأتها على بعض الجهات المستهدفة، والتي لا تعتمد على وساطة نفوذ أو قبلية، المعتمدة ضمن ابرز معايير اللجنة في السنوات الماضية.

ويرى بعض المهتمين بالصندوق أن كلام وزير الثقافة حول مخصصات الصحافة الخاصة كان مرسلا، ويهدف إلى إطلاق العنان للجنة تسيير وتوزيع الصندوق للامعان في تبديد الصندوق في جو من الزبونية وعدم المسائلة، وحرمان المستهدفين تحت طائلة التمهين، الذي يحول الواقع إلى "كذب ماهي حك".

موقع "صوت"