أشهد أنك عشت عزيزا، كريما، شجاعا فى قول الحق، منفقا دون حدود، مؤمنا بالله وبرسوله، ومعظما لشعائر الله.
سعيت لتأسيس مجد لقومك وقد يدرك المجد أمثالك.
كان الهم العام أبرز محرك لك طيلة حياتك العامرة بالخير.
كانت كل أيامك ولياليك لنا مصدر أنس، وخير وتبجيل، ونشرت ذكرا طيبا يحاصرنا أينما ذهبنا، ويلزمنا بشد الأحزمة ومواجهة الظروف مهما كانت قاسية وغير رحيمة للقيام بالنزر القليل مما عودت الناس عليه.
حسبنا أننا أجتهدنا من أجل برورك وسعينا لرد بعض الجميل لك طيلة مسار هو من كسبك وجهدك وثمرة من ثمرات اهتمامك، ونشهد الله وهو خير الشاهدين أننا صبرنا فاجعة رحيلك لوجه الله والدار الآخرة، وتطبيقا لما حثيت عليه وبه ألزمت وأمرت فى كل محطة كانت الموت أبرز حاضر فيها.
وداعا أبتاه..
ممتنون لكل الأيام التي وهبنا الجليل الخبير اللطبف بجوارك، وراغبون فى المزيد من فضله وواسع رحمته.
نسأل الله العلي القدير أن يرحمك بواسع رحمته ، وأن لايريك أي مكروه، وأن يجعل خير أيامك يوم تلقاه، وأن يكتب لك بكل صدقة أجر، وبكل قطرة ماء وفرتها للعطاش خلال القرن المنصرم مغفرة، وبكل حبة زعتها ووهبتها لمدة عقود رحمة، وبكل حرف علمته أو صلاة أقمتها رفعة، وأن يتقبل أعمالك كلها وأن يعيننا على نوائب الدهر بعدك.
وإلى لقاء آخر فى عالم آخر.
وإنا لله وإنا إليه راجعون