للوزراء والسياسين وكتاب نواكشوط الذين يصعدون ويحرضون ويصبون زيت التوتير على نار ألم المصاب وهول الفاجعة:
لطفا، تعقلوا!
تذكروا أن مالي التي تعاني أصلا من توتر عرقي متعدد الأطراف والمظاهر، تعاني اليوم من صراع على مستوى أجهزة الدولة، في لحظة يطبعها تدافع غير مسبوق بين قوى دولية تملك كل منها حضورا ميدانيا مؤثرا وتجارب راسخة في خلق الأزمات واستغلالها على حساب بلدان وشعوب المنطقة، ثم تذكروا أن جميع مدن مالي - التي تعيش هذا الوضع - يوجد بها الآن آلاف الموريتانين أرواحهم وأموالهم معرضة للخطر لا قدر الله.
لا أدعو لتقبل الفعل الشنيع ولا للسكوت الرسمي عنه، لكن أنبه إلى أن الوضع هناك خطير، وحالة الصدمة والتوجس التي يعيشها الأهالي بحاجة لأفعال واعية موزونة تمتص الصدمة وتدفع الخطر وتعالج أسباب التوجس، أما الصراخ والعويل وتجييش العواطف، وما على شاكلتها من فضول الأقوال والتصرفات، فعبث لا ينفع الضحايا ولا ذويهم، وقد يضر مواطنين موريتانيين كثرا ويشعل فتيل توترات لن يستفيد منها أي بلد أو شعب من شعوب المنطقة التي تواجه من التحديات والمصاعب ما لا يحتمل المزيد.
وقديما قيل إن الحرب مبدؤها كلام.
فاتقوا الله في مواطنيكم المغتربين وفي بلدكم ومنطقتكم
الهيبة ولد الشيخ سيداتي