تمثل الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية التي انطلقت الحملة الممهدة لها منتصف ليلة الجمعة فرصة مهمة يستطيع الشعب الموريتاني من خلالها تقديم نفسه إلى العالم بصورة حضارية، تتناسب مع جو الإجماع والهدوء والسكينة والانفتاح والتنافس الإيجابي الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ تسلمه مقاليد الحكم في أغسطس 2019.
وقد تابعت باهتمام بالغ الرسالة القيمة التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية إلى الأحزاب السياسية المشاركة في هذا السباق الانتخابي وما تضمنته من معلومات موثقة حول مسار المسلسل الديمقراطي وماتحقق فيه من إنجازات نجني ثمارها اليوم، ونحدد من خلالها ملامح المستقبل الذي نطمح له جميعا.
ولا شك أن هذه الانتخابات اليوم - كما قال رئيس الجمهورية- في نص رسالته: "تمثل استثناء لم يتقدم له نظير في تاريخ البلاد، فهي أول انتخابات تجرى بتوافق تام بين كل القوى السياسية، يؤسسه إجماع موثق على قواعدها وأسس تسييرها".
وقد كان موفقا حين عرج على الوضعية الاقتصادية بالقول: "إن الوضع الاقتصادي للبلد اليوم مريح، وتدعمه ثقة عالية لدى الشركاء، وفرص واعدة ستسهم لا محالة في تحقيق التقدم والازدهار". انتهى الاستشهاد.
وأود بمناسبة الحملة الانتخابية أن أنبه كافة الفرقاء السياسيين في بلدنا الغالي إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة للوطن، والعض بالنواجذ على الوحدة الوطنية التي هي الضامن الأوحد لأمننا واستقرارنا وتماسك مجتمعنا، وقدرتنا على الصمود وعلى اجتياز الأزمات الحادة التي طال تأثيرُها محيطَنا الإقليمي، وتوشك تداعيتها الخطيرة أن تعصف بدول شقيقة وصديقة هي أكثر من بلدنا عددا وربما أكبر عدة، ولكن فشل مسؤوليها في فهم تسيير اختلافات بسيطة، تمكن تسويتها بقليل من الحكمة، دفعهم إلى فقدان بوصلة التحكم في مآلات الأمور وجرهم إلى ما لا تحمد عقباه.
وأنتهز هذه الفرصة لدعوة الجميع إلى الاستماع إلى النداءات المتكررة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بخصوص تعزيز الوحدة الوطنية والسعي للتخفيف من الفوارق الاجتماعية والتي عبر عنها في خطاب وادان وخطاب الاستقلال و "نداء جول"؛ وأقترح عليكم إخوتي السياسيين أخواتي السياسيات قراءة "وثيقة جول" ببصيرة، والاستفادة منها في تسيير التنافس الأخوي في السباق نحو نيل ثقة المواطن، ففي ترسيخ الاخوة ربح للجميع، وفي بث التفرقة وخطاب الكراهية وتغذية النعرات خسارة للجميع وتهديد لأمن واستقرار وتنمية الوطن وجره إلى صراعات طائفية، الغالب فيها مهزوم، والمنتصر فيها خاسر ومهموم.
وأختم بدعوة كافة مناضلي حزبنا "حزب الإنصاف" إلى الانضباط الحزبي ورص الصفوف والالتفاف حول فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والإسهام الفاعل في تحقيق برنامجه الطموح، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعمل على إنجاح كافة لوائح الحزب وخلق أغلبية مريحة يعول عليها في التحضير الجيد لمأمورية ثانية تمكن من مواصلة مسيرة البناء والتقدم، وتضع قطار الوطن على سكة الأمن والطمأنينة من أجل تحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب الدول المتقدمة بأبسط الوسائل وأسهل الطرق.
والله ولي التوفيق
اقرأ أيضا: سنة جامعية بدون مشاكل.. هل فعلها د.الشيخ سعدبوه كمرا؟