يحكى أن الضبع المعروف شعبيا بـ"شرتات" كان يتجول للبحث عن قطيع يسطو عليه ، وأثناء تجواله رأى "كرصا" وهو مكان تواجد قطعان الغنم في الخلاء بإشراف رُعاتها ، ومثله بالنسبة للبقر يسمى "لعزيب" .
فجلس شرتات بعيدا يراقب القطعان ، وكان رعاة الغنم يوقدون النار ليسخنوا فيها حجارة مستديرة على شكل البطيخة يقال لها "المعرظ" حتى تصبح حمراء فيضعونها في اللبن .
وبعد انتهائهم من تجهيز اللبن جعلوا الحجارة في حفرة وردموا عليها ، ثم صفروا وراء الغنم فالتجهت نحو الفلات فتبعوها .
وبعد ذهابهم جاء شرتات آملا أن يجد خروفا منسيا أو بقية لبن أو قطعة لحم أو لبى.
وأثناء بحثه رأى ردما فنبشه إذا بالمعرظ مازال حاميا ، فقال لابأس هذه بطيخة صغير لكنها ستكون حلوة ، ثم أخذها بفمه فكادت تشعل لسانه فقرر إرسالها إلى المعدة ، فحرقته فهرولة نحو إقامته ومضى أيام يتعالج من تلك الحروق .
خرج شرتات يوما ماطرا ، كانت الوديان يغمرها السيل فوقف يراقب السيول المتدفقة لعلها تأتي بفريسة ، وبعد ساعات من الانتظار إذا ببطيخة كبير يدفعها السيل نحوه ، فنظر إليها شرتات ثم قال "آح يذاك أمن الحمان".