الحمد لله رب العالمين.. بعد طول انتظار هاهي حكومة ولد الشيخ سيديا تضع اللمسات الأخيرة لحل مشكلة الحقل الاعلامي في موريتانيا بعد سنين عجاف راجت خلالها النخاسة الاعلامية وبارت تجارتنا.
وعلى مدى عقود من الزمن فُتح الباب على مصراعيه ، واختلط الحابل بالنابل ، وتنابز الزملاء الجدد بالألقاب بعيدا عن المهنية ، واتسع مفهوم مهنة المتاعب ليطال الطبالين والمصفقين ، وتم التغاضي عن العنصرية والجهوية في حقل أريد تمييعه بجدية من انظمة لا ترى ابعد من نفسها ، وتحويله إلى خادم أول ، قبل ان يكون سلطة رابعة.
لم تتماسك النخبة الاعلامية أمام التيار الجارف ، ولم يشكل الاقتناع بمهنة المتاعب هاجسا للدفاع والتصدي لتلك المؤامرات ، بل استجابت أغلبية بكل انبطاح على وقع فُتاة السلطة وناهبي أموال الشعب ، بينما انسحب البعض بصمت ، بعد ان ترك أثر دموع قلمه تذرف في سجلات تاريخ مهنة المتاعب الموريتانية.
ووسط حالة مستكملة من فوضى خلاقة في الحقل الاعلامي ، خلقت نظرة دونية واحتقارية اتجاه الصحفي تعكس الالقاب المتداولة من البشمركة حتى الجواسيس ، والتي انعكست نفسيا على الاعلاميين بصفة عامة ، واتسعت معانات ، ممتهني الأعلام ، لدرجة تصنيفهم في نظر البعض "مرضى نفسيا" ، بسبب رعونة السياسة التي انتهجتها الانظمة المتعاقبة للاستغلال مهنتهم.
هكذا تم اكتمال تمييع الحقل المسند إلى وصاية وزارة الثقافة ، عن طريق إدارة تُدار من طرف دخلاء على الاعلام ، مروضي كلاب ليست لهم أية مؤهلات ، وما ذلك إلا لاعتبار الاعلاميين قطيع كلاب في نظر تلك الوزارة الأحوج إلى ثقافة جديدة.
ولعل الوضع الحالي هو ما انتبهت له حكومة ولد الشيخ سيديا ، والتي فهمت مبكرا الحالة المرضية التي يعاني منها الاعلام الموريتاني.
الشخص المناسب في المكان المناسب
وقد بدى توجه حكومة اسماعيل ولد بده ولد سيديا ، واصرارها على حل مشكلة الاعلام ، عندما تم الاعلان عن تشكيل الحكومة وبدى أن وزير الثقافة الوصية هو أستاذ الطب ومدير مخبر موريلاب ، وهو دليل واضح أن الحكومة الحالية قد وضعت لمساتها على مكمن الخلل في الحقل الاعلامي .
تحركت الوزارة المختطفة أصلا من طرف عصابة في استقبال وزير قد لا تكون الوزارة ابرز أولوياته.
تنفس الزملاء الصعداء وبدى أن حكومة ولد الشيخ سيديا تستهدف حملة "نذيرو لا تولي" وأن توأمة جديدة بين وزارة الثقافة والصحة تم الاعلان عنها، وتلك خطوة في أمس الحاجة إليها ، إلا أن عدم استجابة قطاعات وزارة الثقافة ، وفشلها في أول امتحان ، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث لم تكن الممارسات صحية ولا انسانية.
يتبع...
مولاي الحسن مولاي عبد القادر