افتتاحية: ـ شكل غياب التنسيق بين تشكيلة الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ، ابرز متلازمة العمل الوزاري ، قبل ان تتحول إلى خلافات تخترق جدار الصمت لتصل إلى مسامع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكانت مصادر إعلامية قد حذرت من تكتلات داخل التشكيلة الوزارية ، خلقت تنابزا بالألقاب بين أصحاب المعالي، أبرزها لقب "وزراء عزيز" ، وقد عمقت هذا الخلاف حساسية لجنة البرلمانية ، وخلافات عميقة بين بعض الوزراء من جهة وبين سلطوية الوزير الأول في تعامله مع أصحاب المعالي.
وكان مصدر مطلع قد نقل إلى موقع "صوت" معلومات تفيد بمستوى سلطوية زائدة يتصرف بها ولد الشيخ سيديا في تعامله مع وزراء تشكيلته التي بدت لأول وهلة وكأنها غير متسقة مع مزاجه .
ونقلت المعلومات عن أحد المستشارين قوله ساخرا ، إن الوزير الأول يتعامل مع وزراءه بوصفهم مريدين ، وليس وزراء تم إسناد حقائب إليهم قبل تعزيزها من رئيس الجمهورية بكامل الحرية والصلاحيات.
فقد نقلت مصادر اعلامية متطابقة عن توتر بين الوزير الاول ولد الشيخ سيديا ، وما يسمونه وزراء عزيز في تشكلته ، كان أبرزهم وزير المعادن ولد عبد الفتاح.
وكان توتر العلاقة بين الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ووزير الداخلية د/ أحمد سالم ولد مرزوك، قد أدى لتأجيل التغييرات في الإدارة الإقليمية، ولم تجد حتى الساعة أية تسوية، رغم ما لذلك من إنعكاسات سلبية على قطاع الإدارة الإقليمية، نظرا لوجود مناصب شاغرة بسبب تقاعد أصحابها ولفشل عدد من الإداريين في مسؤولياتهم، مما يستدعي إبعادهم.
ونقل السفير عن مصادر خاصة قولها ، ان اجتماع مجلس الوزارء الأخير شهد مشادات كلامية حادة بين وزير الصحة نذيرو ولد حامد والوزير الاول اسماعيل ولد بدة ولد الشيخ سيديا.
واوضحت المصادر أن ولد حامد اتهم الوزير الاول صراحة، بعرقلة عمل قطاعه، بعد أن سأله رئيس الجمهورية عن عمل الطواقم الصحية والمشاكل التي تواجهها.
فما كان من الوزير حسب نفس المصادر إلا أن أشار الى الوزير الأول وقال: "فخامة الرئيس هذا السيد لم يتركنا نعمل".. فسأله الرئيس مستغرباً: لماذا لم تخبرني؟! فأجابه نذيرو: أنا لست ممن ينقول الكلام، وعندما سنحت لي الفرصة قلتها امام معالي الوزير..!
واضافت المصادر أن الرئيس اشار الى الرجلين بالتوقف و تجاوز الموضوع، وسط حالة من الذهول اصابت بقية اعضاء الحكومة.
وحسب نفس المصدر ، فإن وزير الصحة نذيرو ولد حامد، تحدث اكثر من مرة عن وجود "لوبيات" داخل قطاعه تسعى جاهدة للتأثير على برنامجه الإصلاحي، في وقت يلقى فيه الوزير تعاطفا شعبيا يتزايد يوما بعد يوم.
ويرى البعض أن صبر أيوب الذي يتعامل به الرئيس ولد الغزواني مع الوزير الأول ولد الشيخ سيديا ليس رغبة فيه، وإنما مستمد أساسا من الحرص على عدم جرح شعور الزعيم احمد ولد داده الذي يعتبر ولد الشيخ سيديا ابرز تبنياته واجهته السياسية الجديدة ، والذي يتوقع تحضيره مرشحا للانتخابات القادمة لمقارعة الرئيس غزواني نفسه.