افتتاحية: لطال ما شكلت الخطابات الرجعية وشعاراتها البراقة ، عائقا أمام تقدم البلد نحو مزيد من المساواة في ظل دولة القانون .
وتحرص الجهات المستفيدة من شخصنة الدولة لتشكل كتلة ، على ثوابت الخطابات الرجعية ، وتتحول بعضها إلى منابر إعلامية ودعائية متزلفة ، تتجاوز الترويج والإشهار إلى محاولة قلب الحقائق أمام الرأي العام ، لتظل تلك الكتلة المعتمة سرا غير مفهوم وخطا غير مقروء .
ومع أن أي سلطة عليا تبقى المتحكمة بالزر المحرك لتلك الجهات ، إلا ان محاولة عرقلة المسار تبقى ابرز الاولويات في ديدن عقلة التحولات ، لما يشكله الاصلاح من صدام مع المصالح ، خاصة عندما يتم التلويح بدولة القانون ، لما يمثله هاجس المساواة وتكريس موارد الدولة في خدمة الشعب من صدمة للنخب البائدة.
العور البين
ولعل المتتبع لبيانات رئاسة اتحاد أرباب العمل يجد لا محالة أنه شعر بلا بمناسبة ، وحنينا إلى الماضي ومحاولة تكريسه ضمن فقرات قد لا تستهدف إشادة أكثر مما تستهدف تكريس ممارسات تجعل من الطبقية جسرا أمام أي تغيير يستهدف العامة .
فبالنظر إلى بيان اتحاد أرباب العمل والإمعان في مضمونه ، تجد أنه للاستهلاك والمحافظة على شعرة معاوية بين السلطة والثروة ، وقد تخرج صفر اليدين من أبسط فكرة ، أو أي خلاصة ، سوى نصوص أدبية قديمة هرم الشعب من ترديدها ، تمجد كلام وحركة السلطات العليا ، وتلميحات أن ما تم إنجازه للعامة كان كافيا ، قبل ان يبدأ.
شاهد : ـ وينتهز الإتحاد الفرصة ليثمن الجهود التي اضطلعت بها إتحادياته والفاعلون الإقتصاديون بالقطاع الخاص و المواكبة المقدرة لجهود السلطات العمومية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا سواء بمناصرة و مؤازرة حملات التبرع التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أو بالحفاظ على تموين البلاد بالمواد الأساسية خلال هذه المرحلة الخاصة رغم الظرفية الإستثنائية ، أو العمل علي ضمان إستمرارية الإنتاج بالمؤسسات الإقتصادية والحفاظ على العمل وإحترام حقوق وسلامة العمال في هذه الظرفية الخاصة.
ـ يهنئ الإتحاد السلطات العمومية التي تمكنت وبتوجيه سام من فخامة رئيس الجمهورية من بذل الجهود الكبيرة الحكيمة و الشجاعة في مختلف مراحل مواجهة الوباء و هي المراحل التي وضعت وحددت معالمها الحالية في خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة خطاب الفطر المبارك والذي حدد الرهان الحالي في تحقيق توازن امثل بين ضرورة الحفاظ على استمرارية النشاط الاقتصادي و الحياة اليومية والأخذ بأقوى أسباب الحيطة و الإحتراز .
ولم يكن الحزب الحاكم بأكثر حكمة من أرباب العمل جيث اصدر بيانا يتناغم مع الاتحاد في ما يخالف التوجهات المعلنة للنظام الحالي ، حيث اصدر بيان يوم أمس على لمبيطيح ، استهله ، بالاشادة بخطاب الرئيس محمد ولد الغزواني بمناسبة عيد الفطر، مؤكدا أنه خرج "عن نسق الرتابة في انسجام واقعي مع الظرفية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا، حاملا الإطمئنان، في استعراض صريح وشجاع للمرحلة الثانية من مواجهة " كوفيد 19"".
ومهما يكن من أمر فإن بيانات المنابر الاعلامية الجديدة تقتضي النظر بعينين ، والانسجام مع التوجهات الجديدة لنظامها وتعهداته ، الداعية إلى المساواة والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد "دون مزايدة".
موقع صوت