شكلت الاجراءات الاحترازية ضد انتشار جائحة كورونا ابرز الاولويات لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، منذ تكليف اللجنة الوزارية بمتابعة الملف .
وقد كان حضور الرئاسة في جميع قرارات اللجنة لافتا ، ما يعكس للوهلة الأولى ، مستوى هاجس الخوف لدى رئيس الجمهورية من تفشي الوباء.
وحسب استطلاع أجراه موقع "صوت" حول تقييم العامة لمساهمات القطاعات الوزارية العملية في الحرب المعلنة على كورونا ، كان الفرق شاسعا وعكسيا في بعض الاحيان .
وحسب نتائج الاستطلاع ، فقد تباينت المشاركات واختلفت النوايا والأهداف بين من اخترق الخطوط الأمامية للحرب ، حيث برزت وزارة الصحة والداخلية والدفاع والمياه والتجارة.
وبين من خلى بنفسه إلى الرقية والدعاء وتعطيل المساجد ، و"ابلول لقلم" مثل ما ذهبت إليه وزارة التوجيه الاسلامي.
وبين من هادن كورونا واختار الحياد ، بين الشعب الموريتاني وجائحته ، والتفرج على الحدث ، وذك موقف تبنته وزارة المعادن والإسكان والشباب والبيئة والوظيفة وثلاثي التعليم والاقتصاد ، والثقافة التي بدت في تحضيرات ، وكأنها تعيش العشرية الماضية ، أو كأن شيئا لم يحصل ، والعدل التي غابت في قانون النوع ، وانشغلت في ترويض القضاة والمحامين والنشطاء.
وبين من فرغ نفسه لصندوق كورونا ، قبل مرسوم تعين لجنة متابعة تسييره ، والتركيز على المستلزمات والجاليات مثل وزارة المالية والخارجية.
إلا أن بعض الوزارات انضمت لصالح الجائحة وبدت عكس التيار، حيث تجاهلت وزارة النقل التباعد الاجتماعي في وسائل النقل بالمدن الآهلة بالسكان ، لتجعل الاجراءات الاحترازية على كف عفريت ، وفضلت ابرام صفقات تعبيد الطرق مع مؤسسات مقاولة "خاصة" ، ورفع كلفة الكلومتر الواحد إلى ضعف ثمنه على حساب المال العام.
بينما تولت وزارة الصيد عن زبنائها عناء نقل فائض السمك الرديئ من نوع ابونة المجنونة ، من الحفظ إلى المكبات ، ولم تنسى نصيبها من الدنيا ، وفتحت له نقاط توزيع في عواصم الولايات ، وحشدت خلالها اكثر كم شعبي لتجعل الاجراءات الاحترازية في مهب الريح.
فيما اطلقت وزارة التنمية أغرب حملة علف مدعوم جمعت رداءة نوع جودته ، وسوء توزيع نقاط بيعه ، حيث لعبت المحسوبية والنفوذ دورا في معايير العملية برمتها ، ما أثار استياء المنمين وخلق تجمعات واحتجاجات خرقت الاجراءات الاحترازية المعمول بها ، قبل ان تخترق تعهدات رئيس الجمهورية في المساواة وحسن التسيير.
ولعل ابرز الادوار في الحرب الجديدة على الجائحة كان دور الوزارة الاولى التي جاملت جميع الوزارات ، وحافظت على شعرة معاوية مع الجميع ، فكانت تارة معنية بالحرب مع هؤلاء ، وتارة حيادية ، وتارة مع اولئك.
ومهما يكن امر فإن الحرب ضد انتشار جائحة كورونا ، انعكست على جميع مناحي الحياة اليومية ، إلا أنها كرست التعاطف والتكافل والاعتزاز بالوطنية ، وكشفت قناع من تلطخ ، قد يكون له ما بعده!.
صوت