لم أستغرب الخطاب الهلامي الذي ألقاه رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال و الذي صعق جُل الموريتانيين، فالرئيس يمضي حياته اليومية في عالم شبه افتراضي لا علاقة له بواقع الشعب.
فعندما يكون في الخارج، يعيش في أرقى الفنادق و يمضي وقته مع رؤساء العالم، في قصور فارهة. جُلُّ الذين يلتقي بهم قد وفروا لشعوبهم ظروف العيش الكريم، من تعليم و صحة وخدمات و بنى تحتية، وبالتالي لا يتحدثون معه إلا في مواضيع استراتيجية كالمناخ والأمن، بل لا يدركون أن هناك شعبا بائسا، ما زال يبحث عن لقمة العيش، في ظل دولة تراوح مكانها منذ نصف قرن، ويتم نهبها بصفة اجماعية و ممنهجة من طرف نخبها.