عندما تعجز الأنظمة الموريتانية، من الأحبار إلى الدراويش، عن بناء الذات الوطنية وخلق الانسان الحديث، تكون الديمقراطية طاعونا أحمر. فالمتخلفون السذج، أتباع عبس وأحلاف البسوس، ظلوا يشكلون الأغلبية الساحقة "المسحوقة". ومن الأغلبية تمتلئ صناديق الاقتراع، فتكون الغوغاء هي صاحبة الكلمة الفصل. وعلى عجل، يبرز حكام يستمدون شرعيتهم من غوغاء سائدة "دستوريا".
إن بمقدور الغوغاء، ومن حقها المصان قانونيا، أن تحوّل البرلمان، كما رأينا، إلى غابة لا يسكنها، في الغالب، غير الكلب وابن آوى والسنجاب والوشق وأفعى الجرس الأخير.